بسم الله نور الحائرين وهادي التائهين ومنور قلوب الضائعين
اللهم صل على محمد وآل محمد
رحلة الإنسان في الحياة قصة متعددة الفصول ولكل فصلٍ منها حكاية ما ..متعددة الأبواب .. تفتح أبواب وتغلق أخرى.. والحكيم من يملك مفاتيح هذه الأبواب .. ويتحكم بإغلاقها أو فتحها .. ولا يترك للهوى مجالاً ليتلاعب في قراراته وتحديد مصيره وسير حياته .. إلا أن النفس قد تضعف أمام هوى نفسها في بعض فصول الحياة فنتخبط في متاهة تشابهت فيها مداخلها ومخارجها .. ولا نقوى على الخروج منها بالرغم من أننا نملك مفاتيح النجاة إلا أننا لا نستطيع إستخدامها لأننا لا نميز بين المداخل والمخارج .. فلا نعرف أين هو طريق الخروج والخلاص .. نخشى أن نجرب إحداها فنضيع في متاهة أخرى أكبر وأعمق ربما .. ولربما قد تكون هي مخرجنا من تخبطاتنا العمياء ..
يسيطر علينا الضعف .. فنستكين إلى هوى النفس .. ونكيف أنفسنا على العيش في هذه المتاهة والإستمرار فيها.. وننسى أننا الضائعون فيها .. فقد ألفنا المكان وإعتدناه فلم يعد في نظرنا كالمتاهة كما كنا نراه سابقاً .. وهنا يكون الهوى قد تمكن منا لأنه قد أعمى بصيرتنا .. فقد وصلنا لدرجة الإنكار لضياعنا ..وهنا لن نفكر أو نحاول الخروج من هذه المتاهة التي أقحمنا أنفسنا داخلها ..ولربما نظل أسراء لدى أهوائنا ومن دون أن نشعر لذلك إذا وصلنا لهذه المرحلة .. فسجاننا يلتذذ برؤيتنا ذليلين لديه ضعفاء أمامه .. ونحن لا نشعر بذلك .. ننسى الذلة والحقارة التي نحن فيها.. وعندما نصحو للحظات نراجع أنفسنا وما آلت إليه ذاتنا من الإنتكاسات المتتالية لروحيتها وصفائها .. نشعر بالألم والآسى الفظيع .. إلا أن ذلك كله يتبدد .. فسجاننا لا يترك لنا مجالاً لذلك فسرعان ما يقلب الأمور ويعمي أبصارنا بالغشاوة التي تزداد سماكتها حيناً بعد حين ...هو ماكر في إختلاق الاعذار والمبررات والدواعي التي آلت بنا إلى هذه الهاوية .. ونحن بضعفنا هذا نوافقه على ذلك ..نعلم أنها أسباب واهية ولا مبرر لإستمرارنا في غينا .
فلما نترك الضعف يسيطر علينا والخوف يشل عقولنا وتفكرينا الصحيح . لما نظل أسراء عنده مكبلين بأصفاد صنعناها بيدينا .. نحن قادرين على التحرر من هذه القيود .. نحن نعلم طريقنا ونعرف مخرجنا ونملك المفتاح لذلك ..لكننا نحتاج إلى قوة داخلية نعيد بنائها في أرواحنا ... تعيننا على تطبيق ما تحكم به العقل ... نحتاج إلى ذلك النور الذي سيبدد هذه الغشاوة عن أبصارنا ..ويهدينا سواء السبيل .. وكل ذلك لن يحدث إذا بقينا مستكينين دون حراك فقط نحدث أنفسنا بصالحنا وطالحنا ولا نباشر العمل على أنفسنا وتنوير ذواتنا التي عمتها الظلمة فظلت طريقها ..
الخروج من هذه المتاهة يحتاج إلى صبر وإعادة تاهيل للذات .. فعندما تألف الذات شيئاً .. من الصعب تطويعها لتركه .. لكنه ليس مستحيلاً .. إذا إقترن بالعزيمة والإصرار نحو التغيير للأفضل .. وهذا ما تنشده الأنفس التي لن ترتاح إلا إذا اتبعت طريق الهدى .. وخرجت من متاهات التخبط والضياع..
بقلم : متاهة هوى
حرر بتاريخ 14/7/2007 م
تحياتي وسلامي
حبة رمان المدير العام
المساهمات : 463 تاريخ التسجيل : 16/11/2007 العمر : 39
موضوع: رد: متاهة هوى ! الأحد ديسمبر 16, 2007 2:38 am
اشكر لك قلمك المتميز وكلامك الجميل في انتظار المزيد من ابداعاتك الرائعة
موضوع: متاهة هوى ! 
السبت ديسمبر 15, 2007 1:20 pm
