بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
لا ملازمة بين أن يكون المأمون مغتصباً لحق الإمام الرضا عليه السلام , وبين أن يتزوج الإمام الرضا عليه السلام بنته , إذ لا يشترط في البنت التي يريد أن يتزوجها أحد أن يكون أبوها عادلاً غير غاصب للإمامة , هذا أولاً
وثانياً : فان المعصوم مكلف بالعمل بالظاهر , وخير شاهد على ذلك أن رسول الله (ص) كان يعلم بمن يرتكب المعاصي من الصحابة , فهل كان يجري عليهم الحدود والتعزيرات من دون أن تقوم عليهم بينة ؟ الجواب : لا , لأن النبي (ص) والمعصوم (ع) مكلف بالعمل بالظاهر وما هو عليه الإنسان فعلاً , مع غض النظر عن علمه بما ستكون عاقبته , لذلك نشاهد أن النبي (ص) تزوج بفلانه وفلانه , وكذلك قال تعالى : (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )) التحريم : 10 وثالثاً : كما أن ولاية العهد كانت مؤامرة أجبر المأمون الامام الرضا عليه السلام على قبولها , كذلك تزويج المأمون ابنته أم حبيب وضرب اسم الامام الرضا على الدنانير والدراهم , كل ذلك كان من المخطط الذي رسمه المأمون وأجبر عليه الإمام الرضا عليه السلام هذا , ونعلمكم بأن كل مخططات المأمون باءت بالفشل , وذلك بتدبير من الإمام الرضا عليه السلام , حيث كشف المأمون على حقيقته للناس .
نسألكم الدعاء